111_
كما أن الانسان يخرج من بطن أمة عريانا , هكذا أيضاً تخرج النفس من الجسد , تخرج بعض النفوس نقية ومتلألئة , وأخرى ملطخة ومتدهورة وثالثة مدنسة بخطايا كثيرة لهذا فان النفس العاقلة المحبة لله , إذ تذكر التجارب والشدائد المنتظرة بعد الموت , وتتأمل فيها , فانها تعيش فى بر حتى لا تدان , ولا تخضع لهذة الشدائد أما غير المؤمنين فليس لهم مثل هذة المشاعر , إذ يرتكبون الخطايا مستهينين بما ينتظرهم
112_
كما أنة عندما تركت الرحم لم تعد تذكر ما كان يحدث لك فية , هكذا عندما تترك الجسد لا تعود تذكر ما حدث وأنت فيه
113_
وكما أنة بتركك الرحم صرت الى حال أفضل ونما جسدك , هكذا عندما تترك الجسد وأنت نقى وغير مدنس تصير فى حال افضل غير قابل للفساد
114_
وكما أن الجسد يجب أن يولد عند تمام نموة فى الرحم , هكذا يلذم على النفس أن تترك الجسد عندما تصل إلى نهاية الحياة بلجسد فى الوقت المعين من قبل الله
115_
وكم أنك تعالج النفس وهى فى الجسد , فانها هى ستعالجك عندما تترك الجسد الانسان المتهاون مع جسدة فى هذة الحياة , مقدما لة كل صنوف الراحة أنما يقدم لذاتة مرضاً بعد الموت , جالباً على نفسة دينونة بغباوة
116
كما أن الجسد لايقدر أن يعيش إن ترك الرحيم قبل أن يكتمل , هكذا النفس لا تقدر أن تخلص أو يكون لها شركة مع الله عند تركها الجسد مالم تنل التطلع إلى الله بحياتها الصالحة ( وهى فى الجسد )
117_
إتحاد الجسد بالنفس يعدة الظهور إلى النور من ظلام الرحم أما إتحاد النفس بالجسد ( خضوعها له ) فيحبسها فى ظلام الجسد لهذا يجب علينا ألا نشفق على الجسد , بل نقمعة كعدو للنفس وخصم لها فالا تهماك فى المأكولات الشهية يثير الشهوات الشريرة والمعدة الذاهدة تخمد الشهوات وتنقذ النفس
118_
العين هى مصدر نظر الجسد , والذهن هو مصدر نظر النفس وكما أن الجسد يكون اعمى بدون العينين فلا يعاين الشمس المنيرة على الارض والبحر , ولا يقدر أن يتمتع بضيائها هكذا النفس تكون عمياء بدون الذهن السليم والحياة الصللحة , فلا يكون لها معرفة بالله , ولا تمجد الخالق صانع الخيرات للبشرية كلها , ولا تقدر أن تتمتع بالفرح عن طريق حصولها على عدم الفساد ونوالها تطويباً أبدياً
119
عدم الإحساس وعدم التعقل يولد فى النفس الجهل بالله , وهذا الجهل يولد الشر وأما معرفة الله فتجلب الصلاح وتنقظ النفس لهذا إن بقيت فى حالة من السمو مع معرفة بالله ومحاولة عدم إشباع شهواتك الخاصة , فان ذهنك يتجة الى الفضيلة لكنك إن سكرت بالجهل بالله وتمتعت باشباع شهواتك الشريرة , ناسياً الشدائد التى تنتظرك بعد الموت فانك تهلك كالحيوانا الآعجم